الأحد، 19 فبراير 2012

تصليح بعض الممارسات المهنية ـ خاصة بأداء الأساتذة ـ


من المعاينة الميدانية التي قام بها جهاز التفتيش والتي مازال يقف عندها و أكدتها اللجان البيداغوجية في إطار عملية التكفل بتلاميذ السنة الثالثة ثانوي، تم تسجيل بعض الملاحظات المتكررة التي طغت على الممارسة المهنية في مجالي التدريس و التقويم،      و التي نوافيكم بأهمها قصد تصحيحها في ما يلي:
أ‌-       منهجية التدريس:
على الرغم من التوجيهات المتكررة التي يقدمها السادة المفتشون أثناء زياراتهم إلا أن الممارسات التربوية لا زالت تفتقر إلى الاحترافية من حيث تقنيات التنشيط الحديثة     و أساليب الاتصال الحية  .و عليه يجب على المربين مواصلة الجهد    و العمل بما يلي:
1.  تنشيط حصص التدريس بطرح الأسئلة وتنويع التلاميذ المجيبين ومنح الفرص لأكبر عدد ممكن والقيام بتشجيعهم و رفع معنوياتهم من أجل حفزهم أو التغلب على صعوباتهم.
2.  تفادي الأسئلة المبنية على المحاولة و الخطأ ( كذا أم كذا )، بل ينبغي اختيار الأسئلة البنائية الداعية إلى توظيف مختلف القدرات العقلية ( لماذا ؟ كيف ؟ ما رأيك ؟
3.     دفع التلاميذ للمحافظة على الأمانة العلمية.
4.  تصويب الأجوبة الشفوية في حينها وتجنب المرور على ماقد يشوبها من أخطاء مع تفادي التعقيبات السلبية و تثبيط العزائم؛
5.  القيام، في كل مرة، بإعادة صياغة الأجوبة المقدمة من عدة أطراف قصد بلوغ الصياغة المثلى، مع الحث دوما على الإيجاز و التلخيص و الدقة في التعبير و سلامة اللغة.
6.  إيلاء أهمية للجواب الخاطئ لأنه يكشف للأستاذ عن نسبة الفهم و التوظيف  و دواعي الخطأ... على خلاف الجواب الصحيح الذي تتوقف حركة الفكر عند نهايته.
7.  تعميق و مواصلة الحوار مع التلميذ المخطئ في الإجابة بغرض فهم أسباب الخطأ و إرشاده تدريجيا إلى الصواب.
8.     تثمين الإجابات الصحيحة لتصبح مثلا للغير بتسجيلها على الدفاتر أو السبورة.
9.     التحقق من فهم التلاميذ يكون عن طريق عملية تقويمية و ليس بعبارة: هل فهمتم ؟
10.                        توظيف الأمثلة و تفعيل دورها :
ü     المثال يقدمه الأستاذ كمثير يدفع التلميذ إلى استنتاج الأفكار أو المبادئ أو القوانين ...
ü     المثال يطلبه الأستاذ من التلميذ للتأكد من فهمه أو اختبار القدرة على التوظيف...
11.                        ممارسة مختلف أنواع التقويم لا باعتباره نشاطا مكملا بل باعتباره جزءا من العملية التعليمية/التعلمية: فلا تعلم بدون تقويم.
12.          و في جميع الأحوال، ينبغي أن مطابقة مسار الدرس لحركة النمو الطبيعي لتفكير الإنسان: من المحسوس إلى المعقول و من المشخص إلى المجرد(من التجربة إلى القانون، من المثال إلى الفكرة ...).
13.          تمكين التلاميذ من تدوين المعلومات دون ضياع الوقت و عدم اللجوء إلى الإملاء التلقائي    و تفادي توقيف الدرس من اجل نقل ما هو مكتوب على السبورة.
ب- لغة التدريس:
من اجل إزالة الشوائب التي تمس هذا البعد تجب العناية بما يلي:
1.  ضرورة استعمال اللغة العربية السليمة في تدريس جميع المواد العلمية والأدبية، وتفادي النشاز اللغوي واستعمال الدارجة أو اللهجات المحلية؛
2.  وجوب تدخل الأساتذة للقيام بالتصويبات اللغوية باستمرار؛
3.  استعمال المصطلحات في المواد العلمية بكيفية ملائمة و صحيحة من حيث النطق   و الكتابة؛
4.  استعمال الكتابة المقروءة و الخط الواضح و حث التلاميذ على ذلك.
5. إزالة الطابع الذاتي عن اللغة المستعملة( لفظا وتركيبا)، و جعلها لغة موضوعية تعبر عن المعاني والأفكار بألفاظ و تراكيب مشتركة الفهم. كثيرة هي الوضعيات التعلمية التي تبدو غامضة أو معقدة بسبب الأفكار بألفاظ و تراكيب مشتركة الفهم بسبب اللغة المستعملة.
6. توظيف السبورة توظيفا عقلانيا بجعلها مقسمة إلى ثلاثة أقسام: قسم للثوابت، قسم للمتغيرات، قسم للثابت النسبي.
7. كتابة المصطلحات الأساسية بلغتين ( العربية و/ أو الانجليزية).
ج - تناول البرامج :
ينبغي السعي فيما يلي:
1.  العمل على إنهاء البرامج الرسمية مع مراعاة الوتائر المدرسية و قدرات استيعاب التلاميذ  و تقديم التمارين التطبيقية و التدريبية بالأعداد الكافية لضمان الفهم والتحصيل المعرفي.
2.     الربط بين الأجزاء المختلفة للبرامج، قصد اقتصاد الوقت و الجهد الفكري.
3.     ضمان الروابط بين العمليات التعلمية /التعليمية و أهدافها، وطرائق التقويم (بناء الأسئلة).
د- إعداد مواضيع الاختبارات:
يجب التقيد بما يلي :
1.     ضرورة مراعاة الدقة في إعداد مواضيع الاختبارات في جميع المواد.
2.     تفادي قابلية التأويل عند طرح الأسئلة.
3.     ضمان وضوح الدعائم من نصوص و بيانات و خرائط و غيرها.
4.     ضمان شمولية المواضيع و تدرج أسئلتها.
5.     توضيح الأسئلة من حيث الكتابة و التصفيف و الترقيم و الطبع.
6.     إعداد سلالم التنقيط المفصلة و توزيعها توزيعا سليما.
7.     ضرورة التقيد بأدلة بناء الأسئلة و طبيعة الاختبارات ( المعدة رسميا) في كل مادة.
8.     ضرورة حث التلاميذ على استعمال المكتبة و مواقع الانترنت(بعناوين محددة بغية تكملة مضامين المناهج).
9.  عند تكليف التلاميذ بعروض تستعمل فيها مواقع الانترنت، يجب تقديم أسئلة مضبوطة   يستطيعون بواسطتها توظيف قدراتهم المنهجية على التلخيص             و التبويب و التعميم   و الاستنتاج و التفكير في استغلال الموارد التي يمكنهم إيجادها و الاستفادة منها، دون الاقتصار على " النقل " و " التلصيق".
10.                        تصميم مواضيع الاختبارات على نمط بنائها في امتحان البكالوريا.
11.                        إذا استهدفت كفاءة معينة في سؤال ما فينبغي أن لا تستهدف في سؤال آخر.
12.                        تحضير المتعلمين لمختلف الاختبارات بتصميم واجبات منزلية على نمطها.
ه -أداء مجالس التعليم والأقسام :
ندعو المربين إلى العمل بما يلي:
v    تجاوز السلبيات المسجلة في أداء مجالس الأقسام و مجالس التعليم، وعدم الاكتفاء بالمعاينة المتمثلة في القراءة السطحية للمعدلات و التسجيل الآلي للمكافئات و العقوبات فحسب. ويكون ذلك بكسر أسلوب الرتابة و الخوض في المواقف التعليمية التي تفيد في العلاج وتعديل مسار التعامل مع هذه الوضعيات بتناول جوانبها التعليمية و المنهجية أو النفسية الاجتماعية التي تلاحظ على أداء التلاميذ.

المرجع : توصيات الندوة الوطنية لتقويم مسار التكفل بتلاميذ السنة الثالثة ثانوي بثانوية. حسيبة بن بوعليالقبة- الجزائر من 04 إلى 06 فيفري 2007.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق