الأربعاء، 22 فبراير 2012

تقويم التعلمات


         تكتسي الممارسة التقويمية، باعتبارها نشاطا يرافق عمليتي التعليم والتعلم في جميع مراحلها، أهمية خاصة يعول عليها في قياس وتقويم مدى تحكم التلاميذ في الكفاءات من جهة، ومدى تمكن المدرس من أن يطور الأنشطة التعليمية والتعلمية المختلفة التي تساعد على رفع مستوى التحصيل لدى المتعلمين واستيعابهم وفهمهم، وذلك للكشف عن مدى فاعلية المناهج والكتب المدرسية، وأساليب التدريس...

           1 . أسس ومرتكزات الممارسة التقويمية في سياق التدريس بالكفاءات:

إن خصوصيات أي منهاج، تستلزم من المدرس نهج أسلوب تربوي يرتكز على المرجعيات والمداخل والأدوات الملائمة للربط بين محتويات التدريس، وأشكال تبليغها و تقويمها باستحضار التوجيهات التي تؤطرها، وأهمها:
§       المرجعيات المؤطرة للمنهاج.
§       إعداد مخطط لتحديد الكفاءات التي ينبغي أن تغطيها الاختبارات.
§       إعداد اختبارات وفق الأطر المرجعية المحددة في الوثائق المنظمة استنادا إلى المعايير الواردة بها.
§       الحرص على تمثيلية بنود الاختبارات لمحتويات المقررات الدراسية.
§       تنويع أساليب وأدوات التقويم لتمكين التلاميذ من استيعاب وتطوير تحصيلهم معرفيا ومهاريا.
§       تحديد مستويات الأداء وفق معايير دقيقة وموحدة.
§       استثمار النتائج لتنمية خبرات المتعلمين وكفاءتهم.
§       اعتماد استراتيجيات تعليمية وتعلمية تنبني على تفعيل المشاركة والتعلم الذاتي.
§       التركيز في بناء الأسئلة التقويمية على الكفاءات في بعدها العقلي والوجداني. 

2 . مقتضيات التقويم:

                   إن تقويم التعلم عملية تربوية، تستهدف الكشف عن مواطن القوة، وعن التعثرات التي ينبغي تجاوزها، وتمكن المدرس من اتخاذ قرارات ملائمة ودقيقة بشأن تفعيل كفاءات المتعلم وتطويرها، وتدعيم خبراته ومكتسباته. والتقويم باعتباره أحد المكونات الجوهرية لاستراتيجية التعلم في السياق الذي نحن بصدده، يهدف، استناداً إلى مخرجات التعلم، إلى:
1)  تقويم كفاءات المتعلم (المعارف، المهارات والاتجاهات والسلوكات والقيم) لمعرفة ما إذا كانت أهداف التعلم، ومستوى إنجاز الكفاءات قد تحققا بالشكل المطلوب.
2)   رصد صعوبات التعلم التي تعترض سير العملية التعليميةـ التعلمية.
3)  مساعدة المتعلمين على التقدم في التحصيل وتطوير وتيرته وفق منهجية تربوية تقويمية مستمرة ومتواصلة.
4)  تدعيم الممارسات التعلمية الصحيحة وتعزيز المواقف الإيجابية وتشجيع الاتجاهات والقيم الإنسانية. 
                وبذلك يشكل التقويم سيرورة من العمليات والإجراءات التي تتطلب استخدام أدوات تعنى بوجه خاص بتنمية وتطوير المعارف والمهارات والكفاءات، قصد بلوغ الأهداف التربوية المنشودة؛ و من ثمة ضرورة استخدام أدوات قياس متنوعة وملائمة، تتسم بالثبات والصدق وسهولة الاستخدام،       و تكون قادرة على قياس مخرجات التعلم كما وكيفا.

            3 . مستلزمات تقويم الكفاءات :
µ  تكوين المدرسين النوعي وفق المستجدات المعرفية التربوية والبيداغوجية (مدخل التدريس بالكفاءات واستراتيجيات التعليم والتعلم الذاتي ـ وأساليب التقويم وأنواعه ـ كيفية بناء الاختبارات واستثمار النتائج ـ وإعداد حصص الدعم...).
µ  توفير الأطر المرجعية للاختبارات، لتوحيد معايير التقويم، وبناء أدوات تقويمية ـ بمختلف أنواعها ـ لتقدم صورة حقيقية عن أداء المتعلمين ومستوى الإنجاز أو التحصيل الذي بلغوه في أداء المهارات والكفاءات، فضلا عن توفير معطيات أساسية للتطوير والتجويد.

           بناء عليه، يستدعي مدخل التدريس بالكفاءات، تجديدا في أساليب التقويم وأنواعه وكيفية تنفيذها.

     4.  أنواع التقويم:

ا. التقويم التشخيصي القبلي:
إنه يستهدف معرفة مكتسبات المتعلم السابقة.


ب. التقويم التكويني والمراقبة المستمرة:

             يتخلل التقويم التكويني مراحل الدرس، ويمكن المتعلمين من المشاركة في البناء التدريجي للمعلومات والمفاهيم وتكوين التصورات، وتعديل الاتجاهات وتصحيح أو تعزيز القيم.... وفي إطار التقويم التكويني تحتل المراقبة المستمرة مكانة متميزة في منظومتنا التربوية باعتبارها آلية تقويمية تسهم في تعزيز دور الأستاذ وتمتين العلاقة التربوية بينه وبين تلامذته بتحقيق أقصى حد من تكافؤ الفرص، كما أنها وسيلة تمكن من تتبع أعمال التلاميذ ورصد نتائجهم باستمرار والوقوف عند نقط الضعف لديهم ومن توفير تغذية راجعة لأداء المدرس، فضلا عن كونها أداة لتقويم إنجازات المتعلم، وتحديد القرار المناسب انطلاقا مما حصله من نتائج. وهي بذلك تؤلف بين الأبعاد الثلاثة للتقويم: التشخيص، التكوين، والجزاء.

ج. التقويم الإجمالي:

                والغاية منه معرفة مدى تحقق الأهداف المسطرة، ومراجعة وتعديل استراتيجية التعليم والتعلم والأنشطة المقترحة في ضوء نتائج التغذية الراجعة ونتائج التعلم.

5- تنويع أدوات القياس والتقويم:

1) الاختبارات المقالية بأنواعها.
2) الاختبارات الموضوعية : - اختبارات الاختيار من متعدد ـ اختبارات ملء الفراغ ـ الأسئلة المفتوحة والمغلقة،....

6- أنشطة الدعم:

              غالباً ما تكشف عمليات التقويم عن صعوبات في التعلم؛ ولتجاوز هذا الإشكال، ولتعزيز تمكن المتعلمين من الكفاءات المنشودة، يمكن اعتماد أنشطة الدعم لتجاوز مظاهر التعثر معرفية كانت أو مهارية أوجدانية...، من خلال:
·    اعتماد " الحقيبة التربوية " لتقويم تعلمات التلاميذ، وتتبع مدى التطور الحاصل في تمكنهم من الكفاءات·
·       تنويع الأنشطة التقويمية، بحيث تتعدى الاختبارات والفروض والامتحانات إلى:
1)  تكليف التلاميذ بجمع معطيات معرفية حول مواضيع ذات الصلة بالمقررات، انطلاقاً من استثمار الكتب والمراجع المختلفة أو الإنترنيت، أو غيرها من مصادر المعلومات، وإعداد عروض مصغرة تقدم في الفصل، إما لتعزيز المعارف والخبرات المكتسبة في الحصص السابقة، أو قصد استثمارها في بناء الأنشطة التعلمية للدرس الجديد.
2)  تكوين ملفات تتناول قضايا محددة بجمع وثائق أو إنتاج وسائط تعليمية داعمة كالبيانات والصور والأشرطة السمعية... إلخ، من أجل التمرن على البحث والتوثيق، وتوظيف هذه الملفات في الدرس وفي الأنشطة المصاحبة له وفي إثراء معلومات المتعلمين ومكتسباتهم.
3) استغلال طاقات وإمكانات المتعلمين ومساهماتهم وإبداعاتهم، بمساعدتهم على نشرها في مجلة المؤسسة أو في وسائل الإعلام المحلية مرئية كانت أو مسموعة.

7- بناء الاختبارات:

                حتى تؤدي الاختبارات الأهداف المتوخاة منها، يعتمد في بنائها على أسس وقواعد ينبغي أخذها بعين الاعتبار، وتتمثل هذه الأسس في الآتي :

1. تحديد أهداف الاختبار.
2. وضع لائحة المعارف والمهارات المستهدف قياسها وتقويمها.
3. تحديد معايير تحكم دقيقة :عتبة التمكن من أداء المعارف والمهارات ، تتضمن الحد الأعلى، والحد الأدنى، والحد المتوسط للأداء" وفق معايير كمية ومعايير كيفية.

المصدر: المدخل العام لمراجعة منهاج المرحلة الثانوية التأهيلية

مفتش في التوجيه التربوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق