إن مسير مؤسسة تربوية في ظل إصلاح المنظومة التربوية
الجزائرية مطالب بإعادة النظر في طرق تسيير مؤسسته ، و التحول من مدير فقط إلى
قائد تسيير ( مانجير ) ، من أجل الرفع من مردود المؤسسة التي يسيرها و ضمان تكفل
أنجع بالتلاميذ .
مع
العلم أن مهام المدير لا تختلف عن مهام المناجير أو قائد التسيير من ناحية الشكل ،
فكلاهما يسهر على سير المؤسسة وفق نظام معين . لكن الفرق يكون جليا و واضحا من حيث
كيفية أداء هذه المهام و تسيير الموظفين و الشركاء باعتبارهم طرفا أساسيا يتعاملون
مع الإدارة بتلقائية و قناعة لتحقيق الأهداف المرسومة. فالقائد لمؤسسة أو لمشروع المؤسسة،
هو بالدرجة الأولى مرسل معلومات عن طريق الاتصال و التبليغ إلى مجموعة محددة من
المستقبلين ( فريق القيادة ) بقصد العمل على تنفيذ مهمة وظيفية أو إنسانية معينة
أو التأثير عليهم بإحداث تغييرات في أدائهم .
و
القيادة بهذا الطرح ، هي عملية أو وسيلة تقوم بتوفير المصادر أو الإمكانات
الإدراكية و المعلوماتية و النفسية لفريق القيادة لإجراء التغيير أو المسؤولية
المطلوبة مما يسمح لهؤلاء الأعضاء بتبادل المعلومات المرتبطة بمهمة العمل أو
التغيير و استثمارها في فهم و تنفيذ ( المهمة / التغيير ) و تحصيل النتائج
المتوقعة من قيادة و تسيير مؤسسة ، و
هنا تدخل بعض الصفات الخصائص الشخصية و المهنية التي يجب توفرها في القائد ، و التي نذكر منها :
1. الصفات العامة :
·
الذكاء
و سرعة البديهة .
·
الطلاقة
اللفظية .
·
الاحتفاظ
بالبعد العاطفي و الاجتماعي مع الفريق .
·
القدرة
على توجيه المكافآت و العقوبات .
·
اليقظة
و حيوية الشخصية .
·
التخصص
و المهنية من خلال الثقافة المهنية.
و يبدو القائد بميوله و سلوكه و وسائل اتصاله مع فريق القيادة في عدة أنواع منها :
·
القائد
الإنسان .
·
القائد
المحترف .
·
القائد
المبتكر .
·
القائد
الإداري .
2. الصفات الإدارية:
·
أن
يتوافر له قسط من المعرفة في مبادئ الإدارة.
· أن تكون له شخصية واعية تفهم الاتجاهات المختلفة
للسلوك و التصرفات الإنسانية و النفسية ليستطيع تحريك الجماعات و الأفراد و دفعها
للتجاوب مع البرنامج المخطط .
·
أن
يتمتع بالروح التخطيطية و التنبؤ للمستقبل و الاهتمام به .
·
أن
يكون قادرا على تحديد الأهداف الأساسية بعيدة المدى .
·
أن
يكون محبا للدقة و النظام .
·
القدرة
على التحليل و الإقناع.
3. الصفات من حيث العلاقات:
· الحرص على الاحترام المتبادل مع الرؤساء و المرؤوسين
و الزملاء منطلقا من احترام الذات و إتقان
العمل الشخصي .
·
عدم
المس و التشهير بمن سبقه في تسيير المؤسسة مهما كانت إخفاقاتهم .
·
الاهتمام
بالروح المعنوية للمرؤوسين و أوضاعهم المادية .
·
المشورة
و الروح الديمقراطية في المناقشة أي احترام الرأي المخالف .
·
تشجيع
العمل و روح المبادرة .
·
تنمية
روح الوئام بين الموظفين .
4. الصفات الخلقية:
·
احترام
النفس أو الذات .
·
الالتزام
و النزاهة .
·
التواضع
و البعد عن الغرور و التعالي .
·
الموضوعية
و تجنب الذاتية أو الانفعالية و المزاجية.
و ما نتختم به هذ ا البحث ، هو
أن القائد ( المناجير ) يجب أن يكون قدوة حسنة لغيره من الشركاء و الفاعلين ، حتى تكون
له القدرة الكافية على توجيههم و تجنيدهم وراءه لتحقيق الخطط و المشاريع المسطرة و
ترجمتها إلى فعاليات حقيقية في يوميات و نتائج المؤسسة . و عليه فالمسير الناجح الفاعل و الفعال ( القائد
) ، يجب أن يطرح دوما على نفسه أسئلة مثل :
·
لماذا
أقوم بهذا العمل ؟
·
و
لماذا بهذا الأسلوب ؟
·
و
ماهي البدائل المتاحة ؟
·
و
ماهي التكاليف ؟
·
و
ما الذي يجري في محيط المؤسسة ؟
و أن الغرض من طرح هذه الأسئلة ليس الحصول على إجابات
فقط ، و لكن الغرض هو التفكير الجاد في الأمور المختلفة التي تمثل محاور رئيسية لممارسة
مسؤولياته و معالجة ما يصادفه من مشاكل ، بدلا من أن يبقى مجرد القائم بالفعل أو رد
الفعل بشكل آلي غير مبالي بالنتائج و نوعية الأداء .
شكرا جزيلا للمرافق البيداغوجي
ردحذفمواضيعكم دون اسنثنا مواضيع هام لا بد للمدير و للمشرف التربوي أن يطلع عليها
ذكرني بند احترام النفس بالحديث النبوي الشريف : إذا لم تستح فافعل ما شئت
كما تذرت قول الفيلسوف الإغريقي أفباطون : غاية الأدب أن تستحيي من نفسك
شكرا لكم