السبت، 18 فبراير 2012

صفات مسير مؤسسة تربوية في ظل إصلاح المنظومة التربوية الجزائرية


     إن مسير  مؤسسة تربوية في ظل إصلاح المنظومة التربوية الجزائرية مطالب بإعادة النظر في طرق تسيير مؤسسته ، و التحول من مدير فقط إلى قائد تسيير ( مانجير ) ، من أجل الرفع من مردود المؤسسة التي يسيرها و ضمان تكفل أنجع بالتلاميذ .
     مع العلم أن مهام المدير لا تختلف عن مهام المناجير أو قائد التسيير من ناحية الشكل ، فكلاهما يسهر على سير المؤسسة وفق نظام معين . لكن الفرق يكون جليا و واضحا من حيث كيفية أداء هذه المهام و تسيير الموظفين و الشركاء باعتبارهم طرفا أساسيا يتعاملون مع الإدارة بتلقائية و قناعة لتحقيق الأهداف المرسومة. فالقائد لمؤسسة أو لمشروع المؤسسة، هو بالدرجة الأولى مرسل معلومات عن طريق الاتصال و التبليغ إلى مجموعة محددة من المستقبلين ( فريق القيادة ) بقصد العمل على تنفيذ مهمة وظيفية أو إنسانية معينة أو التأثير عليهم بإحداث تغييرات في أدائهم .
       و القيادة بهذا الطرح ، هي عملية أو وسيلة تقوم بتوفير المصادر أو الإمكانات الإدراكية و المعلوماتية و النفسية لفريق القيادة لإجراء التغيير أو المسؤولية المطلوبة مما يسمح لهؤلاء الأعضاء بتبادل المعلومات المرتبطة بمهمة العمل أو التغيير و استثمارها في فهم و تنفيذ ( المهمة / التغيير ) و تحصيل النتائج المتوقعة من قيادة و تسيير مؤسسة ،     و هنا تدخل بعض الصفات الخصائص الشخصية و المهنية التي يجب توفرها في القائد ،   و التي نذكر منها :
1.     الصفات العامة :
·        الذكاء و سرعة البديهة .
·        الطلاقة اللفظية .
·        الاحتفاظ بالبعد العاطفي و الاجتماعي مع الفريق .
·        القدرة على توجيه المكافآت و العقوبات .
·        اليقظة و حيوية الشخصية .
·        التخصص و المهنية من خلال الثقافة المهنية.
و يبدو القائد بميوله و سلوكه و وسائل  اتصاله مع فريق القيادة في عدة أنواع منها :
·        القائد الإنسان .
·        القائد المحترف .
·        القائد المبتكر .
·        القائد الإداري .
2.    الصفات الإدارية:
·        أن يتوافر له قسط من المعرفة في مبادئ الإدارة.
·   أن تكون له شخصية واعية تفهم الاتجاهات المختلفة للسلوك و التصرفات الإنسانية و النفسية ليستطيع تحريك الجماعات و الأفراد و دفعها للتجاوب مع البرنامج المخطط .
·        أن يتمتع بالروح التخطيطية و التنبؤ للمستقبل و الاهتمام به .
·        أن يكون قادرا على تحديد الأهداف الأساسية بعيدة المدى .
·        أن يكون محبا للدقة و النظام .
·        القدرة على التحليل و الإقناع.

3.    الصفات من حيث العلاقات:
·   الحرص على الاحترام المتبادل مع الرؤساء و المرؤوسين و الزملاء منطلقا من احترام الذات  و إتقان العمل الشخصي .
·        عدم المس و التشهير بمن سبقه في تسيير المؤسسة مهما كانت إخفاقاتهم .
·        الاهتمام بالروح المعنوية للمرؤوسين و أوضاعهم المادية .
·        المشورة و الروح الديمقراطية في المناقشة أي احترام الرأي المخالف .
·        تشجيع العمل و روح المبادرة .
·        تنمية روح الوئام بين الموظفين .

4.    الصفات الخلقية:
·        احترام النفس أو الذات .
·        الالتزام و النزاهة .
·        التواضع و البعد عن الغرور و التعالي .
·        الموضوعية و تجنب الذاتية أو الانفعالية و المزاجية.
   و ما نتختم به هذ ا البحث ، هو أن القائد ( المناجير ) يجب أن يكون قدوة حسنة لغيره من الشركاء و الفاعلين ، حتى تكون له القدرة الكافية على توجيههم و تجنيدهم وراءه لتحقيق الخطط و المشاريع المسطرة و ترجمتها إلى فعاليات حقيقية في يوميات و نتائج المؤسسة .  و عليه فالمسير الناجح الفاعل و الفعال ( القائد ) ، يجب أن يطرح دوما على نفسه أسئلة مثل :
·        لماذا أقوم بهذا العمل ؟
·        و لماذا بهذا الأسلوب ؟
·        و ماهي البدائل المتاحة ؟
·        و ماهي التكاليف ؟
·        و ما الذي يجري في محيط المؤسسة ؟
و أن الغرض من طرح هذه الأسئلة ليس الحصول على إجابات فقط ، و لكن الغرض هو التفكير الجاد في الأمور المختلفة التي تمثل محاور رئيسية لممارسة مسؤولياته و معالجة ما يصادفه من مشاكل ، بدلا من أن يبقى مجرد القائم بالفعل أو رد الفعل بشكل آلي غير مبالي بالنتائج و نوعية  الأداء .

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا جزيلا للمرافق البيداغوجي
    مواضيعكم دون اسنثنا مواضيع هام لا بد للمدير و للمشرف التربوي أن يطلع عليها
    ذكرني بند احترام النفس بالحديث النبوي الشريف : إذا لم تستح فافعل ما شئت
    كما تذرت قول الفيلسوف الإغريقي أفباطون : غاية الأدب أن تستحيي من نفسك
    شكرا لكم

    ردحذف